الكلام مقابل الأفعال- السعودية وصوت العقل في زمن الخداع
المؤلف: سلطان السعد القحطاني10.01.2025

جزء من تاريخ العالم العربي عبارة عن مزيج من الأقوال، والكلمات الطنانة، والشعارات الرائعة. لقد كانت حقبة زمنية قاسية، نفثت بأدخنتها الداكنة لعقود طويلة في عقول ونفوس الجماهير العربية، حتى تشابكت المفاهيم واضطربت المعايير. غالباً ما يعمد الخطيب المفوه إلى التعويض باللغة البليغة عما لا يستطيع أن يفعله على أرض الواقع. وثمة بون شاسع بين من يشيد دولته بالجهد المضني والتضحيات الجسام، وبين من يستغل الكلمات كأداة للتضليل والتحايل.
والتاريخ شاهد على أن كثيراً من الزعماء والدول لم يكونوا سوى أكوام من الكلمات المنمقة، والخطابات الجوفاء الصاخبة. ترويج لأماني وسياسات غير واقعية ولا تمت للعصر بصلة، ولا تسهم في بناء مستقبل زاهر. قيادات خذلت شعوبها، ولم تترك لها سوى السراب، والشعارات الرنانة الفارغة، والنتيجة النهائية لا شيء يسوى أحلام كاذبة زائفة ليس لها مستقبل.
يُحسب للسياسي السعودي حكمته الرصينة وعقلانيته المتزنة في تلك الفترة التي تلاطمت فيها أمواج الأحلام الرومانسية والعواطف القومية الجياشة، والتي كانت تفتقر إلى رؤية مستقبلية واضحة. لقد كانت المملكة العربية السعودية تمثل صوت الحكمة والتعقل في عالم يعج بالخطط الطموحة التي لا تمت للواقع بأي صلة. ففي تلك الحقبة الزمنية كان استرضاء الجماهير أكثر أهمية من إعمال العقل والمنطق.
ما زلت أذكر كيف كان جمال عبد الناصر يستقطب العالم العربي بخطابات فريدة من نوعها، وأحلام استثنائية، وطموحات سامية، لكنها كانت منفصلة تماماً عن الواقع المرير، والقدرات المتاحة، والظروف المعيشية الصعبة التي كان يعاني منها الناس في تلك المرحلة، وفي تلك البقعة الجغرافية. لقد كانت مجرد كلمات عذبة تصور عالماً خيالياً لا وجود له على الإطلاق.
وعندما يتمعن المرء في تاريخ تلك الفترة، يدرك كيف أن الجميع كانوا يشنون هجوماً ضارياً على المملكة العربية السعودية، وكأنها عدو لدود للحضارة، ومع ذلك أثبتت الأحداث أنها كانت سفيرة للرقي والتقدم والتطور.
لقد كان الميكروفون بمثابة وباء تفشى في أوساط الشعوب العربية، التي أدمنت أوهام الخداع والتضليل ببراعة فائقة، ولا ينافسها في ذلك سوى عدد قليل من الدول التي تفتقر إلى رؤية واضحة للمستقبل. مجرد سنوات قليلة تحولت إلى أوهام بالعظمة وجنون العظمة لا تحصى ولا تعد.
وعلى النقيض من ذلك، نجد أن خطباء الغرب يعرفون متى يتوقفون عن الكلام، ويدركون حدود المشهد والأجواء المحيطة بهم بشكل واضح. يطل علينا قادة الغرب بعقلانية لافتة للنظر. فعلى سبيل المثال، قد يلقي الرئيس ريغان خطابه وهو على دراية تامة بأن هناك فريقاً متكاملاً قد أعد الخطاب وجهز المسرح وكتب سيناريو الحفل ودرس رغبات الجمهور وانفعالاته. فالأمر لا يتعلق بالقدرات الشخصية للرئيس، بل هو دور يؤديه ضمن معايير وضوابط محددة.
والتاريخ شاهد على أن كثيراً من الزعماء والدول لم يكونوا سوى أكوام من الكلمات المنمقة، والخطابات الجوفاء الصاخبة. ترويج لأماني وسياسات غير واقعية ولا تمت للعصر بصلة، ولا تسهم في بناء مستقبل زاهر. قيادات خذلت شعوبها، ولم تترك لها سوى السراب، والشعارات الرنانة الفارغة، والنتيجة النهائية لا شيء يسوى أحلام كاذبة زائفة ليس لها مستقبل.
يُحسب للسياسي السعودي حكمته الرصينة وعقلانيته المتزنة في تلك الفترة التي تلاطمت فيها أمواج الأحلام الرومانسية والعواطف القومية الجياشة، والتي كانت تفتقر إلى رؤية مستقبلية واضحة. لقد كانت المملكة العربية السعودية تمثل صوت الحكمة والتعقل في عالم يعج بالخطط الطموحة التي لا تمت للواقع بأي صلة. ففي تلك الحقبة الزمنية كان استرضاء الجماهير أكثر أهمية من إعمال العقل والمنطق.
ما زلت أذكر كيف كان جمال عبد الناصر يستقطب العالم العربي بخطابات فريدة من نوعها، وأحلام استثنائية، وطموحات سامية، لكنها كانت منفصلة تماماً عن الواقع المرير، والقدرات المتاحة، والظروف المعيشية الصعبة التي كان يعاني منها الناس في تلك المرحلة، وفي تلك البقعة الجغرافية. لقد كانت مجرد كلمات عذبة تصور عالماً خيالياً لا وجود له على الإطلاق.
وعندما يتمعن المرء في تاريخ تلك الفترة، يدرك كيف أن الجميع كانوا يشنون هجوماً ضارياً على المملكة العربية السعودية، وكأنها عدو لدود للحضارة، ومع ذلك أثبتت الأحداث أنها كانت سفيرة للرقي والتقدم والتطور.
لقد كان الميكروفون بمثابة وباء تفشى في أوساط الشعوب العربية، التي أدمنت أوهام الخداع والتضليل ببراعة فائقة، ولا ينافسها في ذلك سوى عدد قليل من الدول التي تفتقر إلى رؤية واضحة للمستقبل. مجرد سنوات قليلة تحولت إلى أوهام بالعظمة وجنون العظمة لا تحصى ولا تعد.
وعلى النقيض من ذلك، نجد أن خطباء الغرب يعرفون متى يتوقفون عن الكلام، ويدركون حدود المشهد والأجواء المحيطة بهم بشكل واضح. يطل علينا قادة الغرب بعقلانية لافتة للنظر. فعلى سبيل المثال، قد يلقي الرئيس ريغان خطابه وهو على دراية تامة بأن هناك فريقاً متكاملاً قد أعد الخطاب وجهز المسرح وكتب سيناريو الحفل ودرس رغبات الجمهور وانفعالاته. فالأمر لا يتعلق بالقدرات الشخصية للرئيس، بل هو دور يؤديه ضمن معايير وضوابط محددة.